مال برأسه إلى النافذة، نامت عيناه عن البكاء، تغنَّى بأبيات الموت، وودعني دون أن ألقاه. قالت لي أنه بكى عند رحيل كوهين كما لم يبك، حتى حين هجرته حبيبته، لم يمنعه خوفه من العامة أن يحمَّر حزنًا حتى يشحب لونه. تجسَّد في معاناة غيره حتى ينسى، ظل يبحث عن ذلك الشرخ الصغير في جدرانه، آملًا في مرور الحب إليه عبره عند الغروب، لكنهم نسوه في ممر ليس ببعيدٍ عن المهرب، بلا عون؛ فنسى أنه ينزف، وأغرق جرحه بالكحول، ثم خرج علينا ملتحفًا بما تبقى من صوته: هِنيني هِنيني، أنا مستعد يا رب.
مارس ٢٩، ٢٠١٧